وطني! ما بين كلمةِ "وطنْ" وياءِ المتكلمْ



يُقالُ أنّ لِكلّ إنْسانٍ وَطنْ ، يسْتَوطِنُهُ ، و يَنتمَيْ لَه ، ويَلُوذُ إلَيْه ، و يَعيشُ بِهْ .

و يَدْفعُ عَنهُ هُوَ الأذَى و مَكَائِدَ الأعْدَاء ، يَتْعبُ و يَكِدّ لِيَنْهضَ بِهِ لِلْأَفْضَل
و يَنقُلَ حُبّهُ و انْتماءَهُ لِلأجْيَالِ التّالِيَةْ ، لِيُكْمِلوا هُمْ المَسيْرَةَ بِدَورِهِمْ .
وَ بِدِوْرِهِ -ذَلِكَ الإنْسِانْ- يَحِقُّ لَهُ أنْ يَرْبِطَ ذَلِكَ الوَطنَ بِهْ ،
بِقَوْلِهِ: “وَطَنِيْ" !

يَنْتَهِي بِيْ التَفْكِيرُ فِيْ بَعْضِ الأحْيَانْ إلِى طَرِيْقٍ مَسْدُودْ ، حِيْنمَا أفَكّرُ بِالرَابِطِ الذِي يَصِلُنِي بِالوَطَنِ الذِي أعِيشُ فِيْه !
و أتَسَاءَلُ إذِا كَانَتِ العَلاقَةُ بَيْنَنَا تَسْمَحُ بَأنْ أضِيْفَهُ إلَيّ بِـ يَائِي المُتَكَلّمَة !
و أجِيْبُ عَلَى تَسَاؤلِيْ بِتَسَاؤلٍ آخَرْ ، مَا الّذِي يَدْفَعُنِي لإضَافَتِهِ ؟
هَلْ أنْتَمِي لَه ؟ هِلْ آوَانِي هَذَا الوَطَنْ ؟ هَلْ عَالَنِي و كَفَلَنِي و أكْرَمَنِي ؟
إنْ كَانَ قَدْ فَعَلْ ، أتَسَاءَلُ بِالمُقَابِلْ ، هَلْ رَدَدْتُ لَهُ جَمِيلَهْ ؟ وَ هَلْ ؟ وَ هَلْ ؟ وَ هَلْ ؟

و يَغْدُو تَفْكِيرِي صِرَاعَاً بَيْنَ ذَا و ذَاكْ !
و خِلالَ ذَلِكَ كُلّهْ ، هُنَاكَ مَنِ اسْتَهْزَأ بِي و بِأفْكَارِي المُتَشَاحِنَةْ
عِنْدَمَا خَرَجَ وَ عَاثَ فِي الأرْضِ فَسَادَاً ، وَ هُوَ يَحْمِلُ عَلَمَ الوَطَن وَ يُرَدّدْ :

" إنّهُ يَوْمُ وَطَنِيْ ” !!





-هذه الخاطرة كتبتها في 30 \ 10 \ 1432 هـ ، بعد مضي زمنٍ ليس بالقصيرعلى آخر مرةٍ كتبت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق